السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستبحكم عذرا أن أضع هذه المشاركة في هذا القسم, وقد يلومني بعض الأعضاء لعدم تواجد هذه المشاركة في المكان المخصص لها.لكني مقتنع أن الدعوة إلى الله ليس لها مكان مخصص.لذلك اقتضت الحاجة الماسة إلى التنويه والتذكير حتى تبرأ الذمة وتقوم الحجة . و اليكم المشاركة:
خطبة
في الزجر عن إضاعة الصلاةالحمد لله الرب العظيم ، الواسع الحليم الرؤوف الرحيم ، وأشهد أن لا إله إلا الله الجواد الكريم ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ومن هو بالمؤمنين رؤوف رحيم ، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم في الصراط المستقيم . أما بعد : أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، وإياكم أن تكونوا ممن قال الله فيهم : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا}( سورة مريم آية : 59 ) أضاعوا الصلاة بأن فوتوها عن الأوقات ، وتهاونوا بالجمع والجماعات ، ولم يخشوا ربهم ولا حذروا من العقوبات ، إذا صلوها نقروها نقر الغراب ، فلا سكـون ولا طمأنينة ولا احتساب ، تحسبهم إذا شرعوا فيها مطرودين ، وتشاهدهم لأركانها وشروطها مهملين ، وتبصرهم عن جميع كـمالاتها غافلين ، نسوا الله فنسيهم ، وضيعوا مصالح الدنيا والدين ، ضيعوا الصلاة واتبعوا لغيهم الشهوات ، وقدموا أغراض النفوس على القيام بالواجبات ، إن بدا لهم طمع طاروا إليه جماعات ووحـدانا ، وإذا جاء أمر الله فهم كسالى عنه فحسبهم بذلك هوانا وخسرانا فياويح من قدم شهوات الغي عن طاعة مولاه ، وما أخسر من زهد في الخير واتبع هواه فأهلكه وأرداه . أين الإسلام والإيمان يا من يدعيه ؟ ! وأين الخوف من يوم يجد فيه كل عامل عمله ويلاقيه ؟ يوم لا يجد هذا المفلس من أعماله ما ينجيه من عذاب ربه ويقيه . فويل يومئذ للمضيعين للصلاة من { يوم يفر المرء من أخيه 0 وأمه وأبيه0 وصاحبته وبنيه0 لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } (سورة عبس آية : 34 – 37).
فأين هؤلاء الأراذل من أقوام يرون الصلاة أكـبر نعمة من الله وأجل غنيمة ؟ ! فيتلقونها بصدور منشرحة ، وهمم صادقة ، وأعمال مستقيمة ، لا تفقدهم في جمعة ولا جماعة إلا إذا كان لهم عذر من الأعذار ، { رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار 0 ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب} ( سورة النور آية : 37 – 38) . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .
المرجع: الفواكه الشهية في الخطب المنبرية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله .